نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 369
في ذلك إلا أنه سبحانه أراد بذلك أن يطيع فيستحق الثواب . فإن [1] قالوا : لم زعمتم أن الأغراض هي الإرادة ، وما أنكرتم أنه تعالى فعل ذلك لغرض ، والمعنى فيه أنه فعله للتعريض للثواب واستحقه المكلف بفعل الطاعة . وقالوا : فإن قلتم : فعل ذلك للتعريض للثواب يفيد الإرادة ، لأن قول القائل ( دخلت الدار لأسلم على زيد ) معناه أنني قصدت السلام على زيد . قيل لكم : ذلك لا يجب أن يفيد الإرادة عندكم ، وذلك لأنكم تقولون : إن الله تعالى خلق المنافع في الدنيا لينتفع بها الحيوان ، ولم يرد انتفاعهم إذ هو مباح ، والله تعالى لا يريد المباح في دار التكليف . وقالوا : فإن قلتم : قد أراد المنافع ، فلهذا ساغ لنا أن نقول ما قلناه . قيل لكم : إنما أردنا أن نبين لكم أن قولنا لكذا لا يفيد الإرادة لما دخلت عليه اللام لا محالة . وقد بان ذلك في قولكم أراد خلق المنافع لينتفع بها . قالوا أيضا : إن الله عز وجل إنما يؤلم الأطفال للمصلحة وللغرض ، لأنه لو أولمهم للمصلحة فقط كان قبيحا ، ومع ذلك لم يرد العوض في ذلك الوقت ، ولا يجوز أن يريد من المكلف في ذلك الوقت فعل ما [ فيه ] الألم لمصلحة فيه ، وإنما أراد ذلك عند نصب الدلالة العقلية والسمعية فقد بان أن لفظة اللام لا تفيد إرادة ما دخلت عليه لا محالة . قالوا : ثم يقال لكم : ما تريدون بقولكم خلقنا والشهوات فينا لغرض . فإن قلتم : نريد أنه أراد بذلك فعل الثواب . قيل : ليس من قولكم ، لأن الإرادة عندكم غير متقدمة للمراد .