نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 334
على سامعيه اشتباه تبلغ بهم إلى حد يجوزون . مع أنه متى اعتقد مكلف أن القول الدال عندنا على الإمامة ، واللاحق بالأدلة التي لا يدخلها احتمال ولا مجاز دال على ذلك ، كان عاصيا للرسول صلى الله عليه وآله مع تخصيصه بمشاهدة الآثار المؤكدة لبيانه ، دون من صفته هذه ، إلى أن يخرج عن حد المكلفين ، ويسقط عنه الملامة في شئ من أمور الدين أقرب ، بل ذلك أولى وهو فيه واجب ، وليس القوم عندنا هكذا . فلا يبقى إلا أنهم قد فهموا ثم عصوا بعد البيان عنادا وتركا . هذا ما قد عرفناه من فائدة لفظ ( النص ) في لسان العرب ، وأنه الإظهار والإبانة ، ولذلك شواهد منها قولهم ( قد نص قلوصه ) إذا أبانها بالسير وأبرزها من جملة الإبل ، ونص فلان مذهبه : إذا أبانه وأظهره . وقول امرئ القيس : وجيد كجيد الريم ليس بفاحش إذا هي نصته ولا بمعطل فثبت أنه القول المنبئ عن المقول فيه على سبيل الإظهار والإبانة . وقد اشتهرت مذاهب الطائفة أن رؤساء جاحدي النص لم يزالوا منذ سمعوه جاحدين له ، لانطوائهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله على النفاق حتى أخبر الله عز وجل عنهم بأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم . وأي حاجة بنا إلى التسليم للخصم أنهم أطاعوه من قبل فيما عدده من الانفاق بدنيا ، وعصوا في النص بالشبهة ، وهو لا يناسبها ما قد استمر في مذهبنا ومع التمكن من جهل الأفعال التي يموهون بحسن ظاهرها على ما يطابق ذلك لأن الله تعالى قد أخبر أنه لا يقبل إنفاقهم ، إذ كانوا يفعلونه كارهين ، وأخبر أنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى .
334
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 334