نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 128
في تلك المعرفة كونه إماما غيره ممن ليس بإمام . وبينا أن العاقل إذا نشأ بين الناس ، وسمع اختلافهم في الديانات ، وقول كثير منهم أن للعالم صانعا خلق العقلاء ليعرفوه ، ويستحقوا الثواب على طاعاتهم وأن من فرط في المعرفة استحق العقاب : لا بد من كونه خائفا من ترك النظر وإهماله ، لأن خوف الضرر وجهه على وجوب كل نظر في دين أو دنيا ، وأنه متى خاف الضرر وجب عليه النظر وقبح منه إهماله والاخلال به . وقلنا : [1] إنه إن اتفق هذا العاقل ، بحيث لا عينية له على النظر ولا مخوف ، جاز أن يتنبه هو من قبل نفسه في الأمارات التي تظهر له على مثل ما يخوفه به المخوف ، فيخاف من الاستضرار بترك النظر ، فيجب عليه النظر . وإن كان منفردا عن الناس فإن فرضنا أنه مع التفرد من الناس لا يتفق أن ينبه من قبل نفسه ، فلا بد أن يخطر الله بباله ما يخوفه من إهمال النظر حتى يصح أن يوجب عليه النظر والمعرفة . وذكرنا اختلاف أمن الخاطر ما هو ؟ وأن الأقوى من ذلك أن يكون كلاما يفعله الله تعالى في داخل سمع العاقل يتضمن من المبنية [2] على الأمارات ما يخاف منه من إهمال نظر يجب عليه حينئذ ذلك . وهذا كله مستقصى في كتاب الذخيرة .