نام کتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 8
البارزة على شتى المصنفات والتأليفات المنجزة حينذاك . ويتخلص هذا الأسلوب ب : انه يستعرض أقوال ونظريات واستدلالات فقهاء العامة أولا ثم يطرح أقوال ونظريات واستدلالات فقهاء الشيعة . ولعل الفاضل الآبي قدس سره كان أول من انتفض على هذا الأسلوب وتلك المنهجية ، فصنف كتابه ( كشف الرموز ) ممتنعا فيه عن ذكر أقوال ونظريات واستدلالات فقهاء العامة . وشد أزره وتابعه على ذلك من تلامذة العلامة الحلي : ولده فخر المحققين في كتابه ( إيضاح الفوائد ) ، حيث استعاض عن نقل آراء وأدلة فقهاء العامة بنقل آراء وأدلة فقهاء الشيعة . ومع كل ذلك ، لا يمكن لنا أن ننكر النضوج والترقي اللذين أصابا الفقه الشيعي أبان مرحلة الشيخ الطوسي قدس سره ، فلا زالت آثاره المباركة إلى يومنا هذا مهوى أفئدة الطائفة بفقهائها ومفكريها وأساتذتها وتلامذتها ، فهو المفخرة التي ساهمت في منح المذهب عزة وكبرياء ومرتبة ورفعة . . ولعل تفريعات ( المبسوط ) خير مصداق وأرفع مثل يحتذى به فيما نحن فيه . كما لا يمكن تناسي دور العلامة الحلي وكل من سبقه ومن تلاه في تدعيم وتثبيت أركان المؤسسة الفقهية الشيعية ، فلا زالت تفريعاته - لا سيما في قسم المعاملات ، والمستفادة من النمط السني - مورد عناية وتوجه أهل الفن والاختصاص ، والتي طبقها على المتن الشيعي بشكل رائع من حيث الأساس والقواعد والأصول والمباني . وشهيدنا الأول ، شمس الدين محمد بن مكي العاملي ، وبفضل نبوغه الذاتي ومؤهلاته الفريدة ، استطاع أن ينقح الأصول والقواعد الأساسية للفقه الشيعي ، مجسدا ذلك على متونه بشكل عملي قل نظيره ، وبخطواته الهائلة - التي حققها بجهوده العملاقة - تمكن من أن يحدث فيه انقلابا وتحولا مصيريا ، مانحا إياه شخصيته الحقيقية وهويته المستقلة .
8
نام کتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 8