نام کتاب : تحرير الأحكام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 21
إسم الكتاب : تحرير الأحكام ( عدد الصفحات : 643)
عصر التخريج والتفريع : لقد تألّق نجم المذاهب الأربعة منذ منتصف القرن الرابع ، فسرت روح التقليد للأئمة الأربعة سرياناً عاماً اشترك فيه العلماء وجمهور الناس . لقد تلقّى الجمهور تلك المذاهب تراثاً إسلامياً بلغ من القداسة كأنّها وحي من الله لا يمكن النقاش فيها ولا يجوز الخروج عن إطارها ، فأصبحت نصوص الأئمة الأربعة كالوحي المنزل يجب استفراغ الوسع في فهم كلامهم ومؤدّى لفظهم ، وقد خلّف ذلك مضاعفات حالت دون تكامل الفقه ، منها : أ - نشوء روح التقليد بين فقهاء تلك الأعصار والتعصّب لمذهب الأسلاف . ب - كثرة التخريج والتفريع والترجيح بين فقهاء المذاهب ، فإنّهم بدل أن يبذلوا جهودهم في فهم الكتاب والسنّة ، انصبت جهودهم في استنباط الفروع من الأُصول الثابتة عند أئمة المذاهب ، ولأجل ذلك كثر التأليف والتصنيف في هذه العصور وأكثرها يحمل طابع التخريج والتفريع . انّ باب الاجتهاد وان أقفل في هذه الفترة لكن نشط الاجتهاد في إطار مذهب معين . فلذلك بدأ التخريج والتفريع في مسائل كثيرة فلم يكن لأئمتهم فيها نص ، وبذلك ألفت كتب في هذا المضمار ، أي استنتاج الفروع من الأُصول وما لا نص فيه من أئمتهم عما فيه نص منهم . وهذا نوع من الاجتهاد المحدّد بمذهب خاص ، وقد نشأ العلاّمة في هذه الأجواء التي تطلب لنفسها التخريج والتفريع ، فشمّر عن ساعد الجد وألّف كتاب " تحرير الأحكام الشرعيّة " لتلك الغاية ، ولو صح ما نقله شيخنا المجيز عن بلوغ
21
نام کتاب : تحرير الأحكام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 21