نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 11
إسم الكتاب : النهاية ونكتها ( عدد الصفحات : 561)
شيخ الطائفة وأصحابه فأحرقوا كتبه وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام . قال ابن الجوزي [1] في حوادث سنة 448 ه : وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره . ثمَّ قال في حوادث سنة 449 ه : وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام ، وأخرج إلى الكرخ وأضيف إليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديما يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع . إلخ . ولما رأى الشيخ الخطر محدقا به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذا بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصيرها مركزا للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية ، وعاصمة للدين الإسلامي والمذهب الجعفري ، وأخذت تشد إليها الرحال وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى أفئدتهم ، وقام فيها بناء صرح الإسلام ، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه ، فقد بث في إعلام حوزته الروح العلمية ، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الإلهية ، فحسروا للعلم عن سواعدهم ، ووصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم غائصين على أسراره موغلين في استبطان دخائله واستخراج مخبآته ، وكيف لا يكونون كذلك وقد شرح الله للعلم والعمل صدورهم وصقل أذهانهم وأرهف طباعهم فحموا وطيس العلم ، وبان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العلمية ، وخلفوا الذكر الجميل على مر الدهور والأعصار ، أعلى الله في الفردوس درجاتهم ، ولقد أحسن وأجاد صديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي دام ظله حيث قال : ذا شيخنا الطوسي شيد بها * لربوع شرع المصطفى شرف فهو الذي اتخذ ( الغري ) له * مأوى به العلماء تعتكف فتهافتوا لسراج حكمته * مثل الفراش إليه تزدلف