وإذا تقدمت له المعرفة بجهة القبلة أمكنه أيضا أن يعرف زوال الشمس بأن يتوجه إليها فيرى الشمس على حاجبه الأيمن . [1] ويمكن أن يعرف ذلك بأن يجعل الإنسان منكبه الأيمن بإزاء المغرب والأيسر بإزاء المشرق ثم ينظر الشمس ، فإذا رآها قد زالت وصارت [2] على حاجبه الأيمن كان متوجها إلى القبلة ، فإن كان عارفا بالجهة التي تنتهي الشمس إليها في الصيف ثم ترجع [3] . وعارفا بالجهة التي إذا رجعت انتهت ثم عادت ، وكذلك في جهتي انتهائها في المغرب ورجوعها ، ثم تحرى [4] جهة الوسط بأن يجعل منكبه بإزاء الوسط من الجهتين المذكورتين في المغرب ومنكبه الأيسر بإزاء الوسط من الجهتين المذكورتين في المشرق . ثم توجه إلى جهة الجنوب ، فإنه إذا وقف كذلك ووجد الشمس قد زالت وصارت على حاجبه الأيمن عرف بذلك الزوال وكان متوجها إلى القبلة . وإذا أطبقت السماء بالغيم ، وحضر وقت الصلاة ، ولم يتمكن المكلف من المعرفة بجهتها ولا غلب في ظنه ذلك ، صلى إلى أربع جهات ، الصلاة بعينها أربع صلوات ، فإن لم يتمكن من ذلك لخوف أو غيره من الضرورات ، صلى إلى أي جهة أراد والمحبوس إذا كان لا يتمكن من المعرفة بجهة القبلة ، كان حكمه ما قدمناه ومن كان على سطح الكعبة فعليه أن ينزل ويتوجه إليها فإن لم يتمكن من ذلك لضرورة استلقى على ظهره ونظر إلى السماء وصلى إليها ، وقد ذكر أنه إذا فعل ذلك كان متوجها إلى البيت المعمور [5] .
[1] هذا أيضا منطبق على من كان في الشام . [2] يعني ينحرف الإنسان إلى اليسار حتى تصير الشمس على حاجبه الأيمن . [3] المراد هي النقطة العليا في القوس الصعودي لمشارق الشمس في أول الصيف وكذا ما بعده في القوس النزولي - في أول الشتاء - [4] كذا في النسخ والظاهر أن الصحيح " تحرى " بمعنى أختار والمراد بوسطهما المغرب والمشرق الاعتداليين . [5] الوسائل ج 3 ، الباب 19 من أبواب القبلة ، الحديث 2