نام کتاب : المقنعة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 13
ثم أن السلطان ( بهاء الدولة ) أخذ جماعة فسجنهم ، وأبعد ابن المعلم عن بغداد . فسكنوا ، وعاد أبو حامد الأسفراييني إلى مسجده . ثم شفع علي بن مزيد ( الأسدي ) في ابن المعلم فأعيد إلى محله [1] ولعله لهذا قال عنه ابن كثير ( ت 744 ه ) في " البداية والنهاية " : كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف ، لميل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيع [2] . وقال معاصره اليافعي ( ت 768 ه ) في تاريخه " مرآة الزمان " : كان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية [3] . . . وكان عضد الدولة بما زاره في داره [4] ويعوده إذا مرض [5] . وقال معاصر هما ابن تغرى بردى في كتابه " النجوم الزاهرة " في ملوك مصر والقاهرة " : وكانت له منزلة عند بني بويه وعند ملوك الأطراف الرافضة . . . وبنو بويه كانوا ا يميلون إلى هذا المذهب . . . ولهذا نفرت القلوب منهم وزوال ملكهم بعد تشييده [6] فلم يقولوا برا فضية آل بويه وإنما قالوا بميلهم إليهم ، لما مر أنهم أحيانا كانوا ينفونه أو يبعدونه عن بغداد ، وإن كانوا يقبلون الشفاعة فيه بعد ذلك للعودة إليها فلم يكن البويهيون متبنين للشيخ المفيد مائة بالمائة ، بل كان الشيخ المفيد يستفيد من الحرية الفكرية والعقائدية المتاحة للجميع في عهد البويهيين الشيعة . ولعل هذا هو السر في عدم اعتداد تلميذيه الطوسي والنجاشي بذكر علاقة البويهيين بشيخهم المفيد . ولم يصرح ابن الأثير على تاريخ الشفاعة وعودة الشيخ إلى بغداد ، ولعله كان بعد عامين من الحوادث 408 ه أي قبيل وصول الكتاب إلى جناب الشيخ في 410 ه أو أقل من ذلك . ولعل هذه الحوادث هي ما جاءت الإشارة إليها في كتاب الناحية المقدسة إلى المفيد . وأما ما جنح إليه كثير منهم مما كان يبتعد عنه سلفهم الصالح ، مما جعل علة للذل الذي أصابهم ، فلعله هو ترك التقية والمجاهرة بشعائرهم ومراسيمهم بما أثار أعداءهم عليهم .
[1] الكامل في التاريخ : 7 / 239 ط مصر ، وانظر التفصيل في البداية والنهاية : 11 / 238 ، 239 ط مصر . [2] البداية والنهاية : 12 / 15 ط مصر . [3] وذكر هذا ابن العماد في شذرات الذهب : 3 / 199 ط دار المسيرة . [4] مرآة الجنان : 3 / 28 ط الهند [5] لسان الميزان : 5 / 368 . [6] النجوم الزاهرة : 4 / 258 ط مصر 1352 ه .
13
نام کتاب : المقنعة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 13