نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 79
للأحكام ، لم يضع [1] منه شئ [2] . وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب [3] دعته إلى ذلك ، منها : قصوره عن معرفة بعضه . ومنها : شكه فيه وعدم تيقنه [4] . ومنها : ما تعمد إخراجه منه . وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره ، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني ، والمنسوخ على الناسخ ، ووضع كل شئ منه في محله [5] . فلذلك قاد جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : " أما والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا " [6] .
[1] في " أ " و " م " : يقع . [2] أراد ما كان مثبتا في النسخ الأولى من تأويل لبعض الآيات ، وسيأتي بيانه . [3] في " أ " : أشياء ، وفي " م " : والأسباب . [4] في " ب " و " ج " و " د " : ومنه ما شك فيه ومنه ما عمد بنفيه . [5] في " أ " و " ب ، و " ج " و " د " : حقه . [6] تفسير العياشي 1 : 13 ح / 5 - 6 بهذا النص : عن داود بن فرقد ، عمن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : " لو قد قري القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين " وقال سعيد ابن الحسين الكندي عن أبي جعفر عليه السلام بعد مسمين : " كما سمي من قبلا " . قال السيد الخوئي : يعارض جميع هذه الروايات صحيحة أبي بصير المروية في الكافي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ، - النساء : 59 - فقال : " نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام " . فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله ؟ قال عليه السلام : " فقولوا لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر لهم ذلك . . . " - الكافي 1 : 226 / 1 - فتكون هذه الصحيحة حكمة على جميع تلك الروايات وموضحة للمراد منها ، وأن ذكر أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الروايات قد كان بعنوان التفسير ، أو بعنوان التنزيل مع عدم الأمر بالتبليغ . قال : ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليه السلام لم يذكر صريحا في القرآن حديت الغدير ، فإنه صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله إنما نصب عليا عليه السلام بأمر الله وبعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ، ولو كان اسم علي عليه السلام مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصب ، ولما خشي رسول الله صلى الله عليه وآله . من إظهار ذلك . وعلى الجملة : فصحة حديث الغدير توجب الحكم بكذب هذه الروايات التي تقول : إن أسماء الأئمة مذكورة في القرآن ، ولا سيما أن حديث الغدير كان في حجة الوداع التي وقعت في أواخر حياة النبي صل الله عليه وآله ونزول عامة القرآن . . . البيان في تفسير القرآن : 231 وسيأتي بيان الشيخ المفيد في هذه الروايات أنها أخبار آحاد . وله رحمه الله في كتابه ( أوائل المقالات ) ص 55 ما نصه : إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله . وقد فصل الكلام في هذا الباب الإمام البلاغي في مقدمة تفسير " آلاء الرحمن ) ص 24 - 29
79
نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 79