نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 56
منها أنه تعالى خاطب العرب على عادتهم وهو يستعملون المجاز في كلامهم والتعريض واللحن - من قوله تعالى : ولتعرفنهم في لحن القول - [1] كاستعمالهم الحقائق ، ولذلك لم يستفهم أحد منهم عن شئ في متشابه القرآن ولا تعلق بمشتبهة [2] فقدح به في حكمة منزله سبحانه ، وإنما التبس الحال فيه على من يعرف اللسان الذي نزل به القرآن فصار متشابها في حقه و احتاج العلماء معه إلى بيانه له . ومنها أن القرآن لو كان جاريا في الأحكام وفهم المراد من ظاهره مجرى واحدا لسقط فرض النظر الواجب الآن في متشابهه ليجمع الناظر بينه وبين محكمه ، وذلك وجه حكمي لجعل بعضه متشابها وغرض حسن . [3] ومنها أنه لو كان كله محكما لم يكن فرق بين الحجة والمحجوج ، و العالم والمتعلم ، ولهذا قال سبحانه : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " [4] وهو يعني الحجج عليهم السلام الذين أمر سبحانه بالرد إليهم وقطع على حصول العلم بجوابهم في قوله تعالى : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " [5] وهم الذين أمر من لا يعلم بمسألتهم ليعلم في قوله : " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " [6] وقد بينا في غير هذا الكتاب ونبينه فيه كون الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أولي الأمر ، وأهل الذكر دون غيرهم .
[1] سورة محمد ، الآية : 30 . [2] في بعض النسخ : مشتبهة . [3] في بعض النسخ : وغرض جزء . [4] سورة آل عمران ، الآية : 7 . [5] سورة النساء ، الآية : 83 . [6] سورة النحل ، الآية : 43 .
56
نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 56