نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 339
إلى السفر التقصير ، فإن عادوا إلى بلدهم من سفرهم بعد تقصيرهم ، ولم يقيموا فيه عشرة أيام ، خرجوا متمين ، وهكذا يعتبرون حالهم ، وليس يصير الإنسان بسفره واحدة ، إذا ورد إلى منزله ، ولم يقم عشرة أيام ، ممن سفره أكثر من حضره ، بل بأن يتكرر هذا منه ، ويستمر دفعات ، على توال ، أدناها ثلاث دفعات ، لأن هذا طريقة العرف والعادة ، بأن يقال فلان سفره أكثر من حضره ، لأن من أقام في منزله مثلا مائة سنة ، ثم سافر سفرة واحدة ، ثم ورد إلى منزله ، ولم يقم فيه عشرة أيام ، ثم سافر فإنه يجب عليه في سفره الثاني التقصير ، وإن كان لم يقم عشرة أيام ، لأنه لا يقال في العرف والعادة ، أن فلانا هذا سفره أكثر من حضره ، بسفرة واحدة حتى يتكرر هذ الفعال منه . فإن قيل : فإن سافر الإنسان أول سفرة ، بعد الإقامة في المنزل مائة سنة ، وأقام في السفر مثلا شهرا ، ثم ورد إلى منزله فأقام فيه أقل من عشرة أيام ثم خرج ، فقد صار سفره أكثر من حضره الذي في منزله ، وهو أقل من عشرة . أيام ، وكان سفره شهرا . قلنا : فإن كان أقام في سفره خمسة أيام ، ثم ورد إلى منزله وأقام فيه ثمانية أيام ، فقد صار حضره أكثر من سفر ، [1] والسائل يخرجه عن هذا التقدير متمما فلم يستقم له سؤاله واعتراضه الأول . وقول بعض المصنفين ، في كتاب له : ومن كان سفره أكثر من حضره ، وحده أن لا يقيم في منزله عشرة أيام ، يريد به أن من كان سفره أكثر من حضره ، لا يزال في أسفاره متمما ، ما لم يكن له في بلدته مقام عشرة أيام ، فإذا كان له في بلدته مقام عشرة أيام ، أخرجناه من ذلك الحكم ، لا أن المراد بقوله : إن كل من لم يقم في بلدته عشرة أيام ، يخرج متمما من سائر