نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 283
ولتتمم الصفوف بأن يتقدم إليها ويتأخر حتى تتمم ، وكذلك لا بأس لمن وجد ضيقا في الصف ، أن يتأخر إلى الصف الذي يليه ، بعد أن لا يعرض عن القبلة ، بل يخطو منحرفا . ومن دخل المسجد ، فلم يجد مقاما له في الصفوف أجزأه أن يقوم وحده محاذيا لمقام الإمام . وينبغي أن يكون بين كل صفين قدر مسقط جسد الإنسان أو مربض عنز إذا سجد ، فإن تجاوز ذلك إلى القدر الذي لا يتخطأ كان مكروها شديد الكراهة ، حتى أنه قد ورد بلفظ لا يجوز [1] . ولا يجوز أن يكون مكان الإمام ومقامه أعلى من مقام المأموم ، كسطوح البيوت ، والدكاكين العالية ، وما أشبهها ، فإن كان أعلى منه بشئ يسير لا يعتد بمثله في العرف والعادة ، ولا يعلم تفاوته ، فلا بأس وجاز ذلك ، فأما إن كانت الأرض منحدرة ، ومحدودبة فلا بأس بأن يقف الإمام في الموضع العالي ، ويقف المأموم في المنحدر المنخفض ، وإنما كان ذلك في المكان الذي اتخذ بناء . ويجوز أن يكون مقام الإمام أسفل من مقام المأموم ، بعد أن لا ينتهي إلى حد لا يمكنه معه الاقتداء به . ومقام الإمام قدام المأمومين إذا كانوا رجالا أكثر من واحد ، فإن كان المأموم رجلا واحدا صلى عن يمينه ، وإن كانت امرأة واحدة أو جماعة صلين خلفه ، وإن كان المأموم رجلا واحدا وامرأة أو جماعة من النساء ، صلى الرجل عن يمين الإمام ، وصلت المرأة أو النساء الجماعة خلفهما ، وذلك على جهة الاستحباب ، دون الفرض والإيجاب ، على ما قدمناه ، لأنه من سنن الموقف الذي فيه الإمام والمأموم .
[1] لم نجد حديثا بهذه العبارة فيما بأيدينا من مجاميعنا الحديثية .
283
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 283