نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 468
وكذلك عند الزلازل ، والرياح المخوفة ، والظلمة الشديدة ، والآيات الّتي لم تجر بها العادات يجب الصلاة لها مثل ذلك [1] . ويستحب أن يُصلّى هذه الصلاة جماعة ، وإن صلّيت فرادى كان جائزاً [2] . ومن ترك هذه الصلاة عند كسوف قرص الشمس أو القمر بأجمعهما متعمّداً وجب عليه قضاء الصلاة بغسل . واختلف قول أصحابنا في هذا الغسل ، منهم من ذهب إلى وجوبه ، ومنهم من ذهب إلى استحبابه ، وهو الّذي يقوى في نفسي ، لأنّ الأصل براءة الذمة ، ولا إجماع على الوجوب ولا دليل عليه ، والأوّل اختيار سلاّر [3] ، والثاني اختيار شيخنا المفيد [4] وأبي جعفر الطوسي رحمه الله [5] والمرتضى رحمه الله ، وإن تركها ناسياً والحال ما وصفناه قضاها بغير غسل لا فرضاً ولا ندباً ، بغير خلاف بين أصحابنا هاهنا في الغسل على القولين معاً . ومتى احترق بعض قرص الشمس أو القمر فترك الصلاة متعمّداً وجب عليه القضاء بغير غسل أيضاً بلا خلاف .
[1] - قارن المبسوط 1 : 172 . [2] - المصدر السابق نفسه . [3] - المراسم : 9 ، ضمن الجوامع الفقهية . [4] - في نسبة القول الثاني - وهو استحباب الغسل - إلى الشيخ المفيد نظر ، فإنّه قال في المقنعة : 53 : وإن تعمّدت تركها - صلاة الكسوف - وجب عليك الغسل والقضاء اه ، فكيف تصح نسبة الاستحباب إليه ؟ ! إلاّ أن يكون قال ذلك في كتاب آخر له . فكان على المؤلّف أن يذكره . [5] - في نسبة القول بالاستحباب إلى الشيخ الطوسي نظر أيضاً ، فقد قال في كتابه النهاية : 136 : ومن ترك هذه الصلاة عند انكساف الشمس أو انخساف القمر وكانا قد احترقا بأجمعهما وجب عليه القضاء مع الغسل اه ، فأين قوله هذا من نسبة الاستحباب إليه ، فلاحظ ؟ !
468
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 468