< فهرس الموضوعات > منزلته عند والده : < / فهرس الموضوعات > المنوال ، فلمّا خرج من عنده دخل عليه فخر المحقّقين ، فسأله أيضا عن تلك المسألة ، فقال له : أعد صلاة واحدة ، وهو أوّل صلاتك على ذلك الحال ، وذلك انّك لمّا توضّأت لها قبل دخول وقتها وصلَّيتها بعد دخوله كانت فاسدة ، فصارت ذمّتك مشغولة بتلك الصّلاة ، فكلَّما توضّأت بعد تلك الصّلاة كان وضوؤك صحيحا بقصد استباحة الصّلاة ، لأنّ ذمّتك مشغولة بحسب نفس الأمر . ففرح بذلك السّلطان ، فأخبر العّلامة - رحمه اللَّه - بقول ولده ، فاستحسنه ورجع عن قوله إلى قول فخر المحقّقين [1] . وقد أورد صاحب الرّوضات عقيب هذا ، تعليقا لطيفا ، لم نذكره هنا روما للاختصار ، فليراجع . منزلته عند والده : وكان محظيّا عند والده العلَّامة بمكانة خاصّة ومنزلة علميّة رفيعة ، طالما أشاد بها العلَّامة نفسه في عدّة مقامات في كتبه ، فمن ذلك : ما قاله في كتابه : ( تذكرة الفقهاء ) : أمّا بعد ، فإنّ الفقهاء - عليهم السّلام - هم عمدة الدّين ، ونقلة شرع رسول ربّ العالمين . وقد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم ب ( تذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء ) . إجابة لالتماس أحب الخلق إلي ، وأعزّهم علي : ولدي محمّد - أمدّه اللَّه تعالى بالسّعادات ، ووفّقه لجميع الخيرات ، وأيّده بالتّوفيق ، وسلك به نهج التّحقيق ، ورزقه كلّ خير ، ودفع عنه كلّ ضير ، وآتاه عمرا مديدا سعيدا ، وعيشا هنيئا رغيدا ، ووقاه اللَّه كلّ محذور ، وجعلني فداه في جميع الأمور [2] . وقال في القواعد : أمّا بعد ، فهذا كتاب : ( قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ) . إجابة لالتماس أحبّ النّاس إلي ، وأعزّهم علي ، وهو : الولد العزيز محمّد ، الذي أرجو من اللَّه تعالى طول عمره بعدي ، وأن يوسّدني في لحدي ، وأن يترحّم علي بعد مماتي ، كما كنت أخلص له الدّعاء في خلواتي ، رزقه اللَّه تعالى سعادة الدّارين ، وتكميل الرّئاستين ، فإنّه برّ بي في جميع الأحوال ، مطيع في الأقوال والأفعال [3] .