responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 54


وفي رأينا أن هذه الفضائل النفسانية والكمالات المعنوية كانت هي السبب الأكبر والسر النافذ لما نجده واضحا جليا من تجاوز الشيخ الطوسي بما له من الآثار العلمية حدود الزمان والمكان ، وعدم انحصاره بإطار مذهبي خاص ، فجعلته هذه الخصال على مر الزمن إماما لكل المسلمين .
وفي هذا الوقت الذي نعيش فيه تلفت هذه الناحية من حياة الشيخ الأنظار ، وقد أبدى في عصرنا رجال من كبار علماء الشيعة الإمامية رأيهم وأصدروا حكمهم في حق الشيخ سواء من هذه الناحية أو من ساير نواحي حياته ومن بينهم إمامان كبيران كانا مولعين بتعظيم الشيخ والتعريف به بين الأمة .
أولهما : الإمام الأعظم أستادنا الكبير آية الله العظمى الحاج آغا حسين الطباطبائي البروجردي رضوان الله تعالى عليه المتوفى عام 1380 ه‌ والذي كان في علم الرجال والحديث فريد عصره ، وكان له فيهما وفي الفقه والأصول طريقة مبتكرة ومباني خاصة . فكان يوجه الأنظار إلى طريقة القدماء من الفقهاء ويؤكد من بينهم على شخصية الشيخ الطوسي .
وقد سمعته لأول مرة عام 1323 ه‌ ش‌ حيث زار المشهد الرضوي ، وكنت حين ذاك طالبا للعلم في مرحلة السطوح في هذا البلد ، سمعته يقول " إن الشيخ الطوسي ألف بعض كتبه الفقهية في إطار المذهب الإمامي والبعض الآخر للعالم الإسلامي بأجمعه ثم بدأ بشرح هذا الكلام . وفي عام 1328 ه‌ ش‌ هاجرت إلى قم حيث تشرفت بحضور درسي الفقه والأصول للأستاذ كما حضرت بعد ذلك حلقات تدوين الحديث التي كانت تنعقد في بيته لأصحاب الحديث [124] وقد بدا لي أن السيد الأستاذ كان يرى أن من الواجب عليه القيام بتعريف الشيخ للطلبة وإحياء ذكره والأعلام بكتبه حيث كان يتعرض لذلك في كل مناسبة . وأحيانا كان يحمل معه كتاب " عدة الأصول " للشيخ إلى



[124] - لازمت دروس الأستاذ حوالي إحدى عشر سنة - أي من سنة 1328 إلى 1339 ش ه‌ - ومن بينها حوالي سبع سنوات شاركت مع جماعة آخرين في لجنة الحديث التي كانت تنعقد يوميا في منزل الأستاذ الإمام لتأليف كتاب " جامع الأحاديث الفقهية للشيعة الإمامية " الجامع لكل ما في الوسائل والمستدرك من الروايات بأسلوب بديع ، وقد ألفت رسالة بشأن هذا الكتاب لم تنتشر لهذا الوقت . وكان الأستاذ يحضر جلسة الحديث كثيرا ويرشدنا إلى ما كنا نحتاج إليه في عملنا . وقد تم الكتاب في حياته إلا ما شذ من بعض الأبواب ، وطبع مجلدان منه على الحجر بأمر منه ، ثم طبع بعده طبعة ثانية في أجزاء صغار وانتشر منها أحد عشر مجلدا إلى كتاب الحج ، وهذه الطبعة لا تزال مستدامة بعد .

54

نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست