responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل التسع نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 286


فنقول : لا ريب في وجود الجسم ذي الإبعاد الثلاثة . ثم هذا لمعلوم حسا يقبل الانفكاك قطعا ، لكن هل ينتهي تفكيكه إلى حد لا تقبل أجزاؤه الانفكاك حتى يكون ما منه تألف الجسم أجزاء متناهية كل واحد منها غير قابل للانفكاك ، أم يقبل انقسامات لا نهاية لها بالفعل ، أو بالقوة .
قال المتكلمون بالأول وسموا ما لا يقبل التجزئة جوهرا .
وقال النظام [2] بالثاني .
وأكثر الفلاسفة على الثالث . وزعم هؤلاء أن كل جسم مفروض فهو واحد بالفعل كما هو في الحس لا تجزئة فيه بالفعل مع قبوله بالقوة ما لا نهاية له من التجزئة . وليس عندهم حجم إلا جسم ، لأنه لا ينفك من المقدار والأبعاد المتقاطعة على قائمتين .
واعلم أن إثبات ما ذهب إليه كل واحد من الفريقين عسر ، لكنا نقول قبل الشروع في تحقيق الاختيار :
زعم الفلاسفة أن كل حجم مركب من مادة وصورة ، وأن الصورة بها تصير المادة محسوسة ، ثم الصورة ليست داخلة في حد ذات المادة . فهي تقبل الصورة الجسمية وإن تعاظمت الصور .
والمتكلمون يزعمون أن كل جوهر له قدر من الحجمية لازمة لجوهريته عند وجوده لزوما ذاتيا ، وتلك الحجمية لا أصغر منها ، وأن التعاظم ليس إلا بانضمام الأجزاء لا لمقدار يقوم بالجسم .
وزعم الفلاسفة أن الاتصال ارتفاع المفاصل بين المتلاقيات بحيث تعود نهاية كل واحد بداية للآخر .



[2] هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار البصري من أئمة المعتزلة متكلم أديب شاعر ، توفي سنة 231 راجع هدية الأحباب للمحدث القمي ص 273 والأعلام للزركلي 1 / 43 .

286

نام کتاب : الرسائل التسع نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست