نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 67
ه / إن القرآن مملو بإسناد الأفعال إلى العباد ، والتوعد عليها والمؤاخذة ، وإنما يصح ذلك لو أسندت أفعالنا إلينا . و / إنا نفرق بين من أحسن إلينا ومن أساء [135] ، ونمدح الأول ونذم الثاني ، وهذا مركوز في عقول الناس حتى الأطفال والمجانين ، بل ، والبهائم أيضا ، وما أحسن قول أبي الهذيل العلاف [136] : حمار بشر أعقل من بشر ، لأن حمار بشر لو أتيت به إلى جدول صغير [137] ، وكلفته عبوره فإنه يعبره ، ولو أتيت به إلى جدول كبير وضربته وكلفته العبور لم يعبره ، لأنه فرق بين ما يقدر عليه فأجاب إليه وأطاع ، وبين ما لا يقدر عليه فامتنع من الانقياد إليه . ز / إنه يلزم أن يكون الله تعالى ، أضر على العبد من الشيطان ، لأن الله لو خلق الكفر في العبد ، ثم عذبه عليه ، كان أضر من الشيطان ، الذي لا قدرة له على العبد ، سوى التخييل والتزيين والوسوسة ، وكان يجب أن يستعاذ بالشيطان من الله تعالى لا أن يستعاذ بالله تعالى من الشيطان .
[135] وفي النسخة المرعشية : ورقة 36 ، لوحة أ ، سطر 12 : ( وبين من أساء ) ، بزيادة بين ثانية . [136] محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العبدي مولى عبد القيس ، من أئمة المعتزلة ، ولد في البصرة سنة 135 ، واشتهر بعلم الكلام . كان حسن الجدل قوي الحجة ، سريع الخاطر . كف بصره في آخر عمره ، وتوفي بسامراء عام 235 ه ، له كتب كثيرة منها : ميلاس كتاب سماه على اسم يهودي أسلم على يده . الأعلام : 7 / 355 بتصرف واختصار . [137] وفي النسخة المرعشية : ورقة 36 ، لوحة ب ، سطر 2 : ( . . إذ أتيت به . . ) .
67
نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 67