نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 6
وظهر - بذلك - على مسرح الأحداث أعلام أشير لهم بالبنان ، فأهاب بهم التاريخ ، وعنت لهم عروش الجبابرة ، وطأطأ لهم طواغيت العصر . فأذعن لفضلهم وعلمهم القاصي والداني ، فتلألأت أنوارهم الوهاجة ، فأضاؤا ما حولهم ، وامتازوا عن أقرانهم بمواهب خلاقة ، وخصال حميدة ، وسجايا طيبة رشيدة ، فأسسوا بذلك مجدهم المؤثل ، وآراءهم الخالدة ، على مر الدهور وكر العصور [1] . وممن نحا هذا المنحى ، وسار على الطريقة المثلى ، وشق طريقه المملوء بالأشواك والعراقيل لإرساء القواعد الصلدة ، وبذر اللبنة الصالحة ، هو : " شيخ الطائفة الحقة الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي " . فالطوسي كما يعرفه كل من له أيسر إلمام بالثقافة الإسلامية ، علم خفاق في عالم الفكر الإسلامي ، وشخصية فريدة من نوعها في تاريخ الإسلام . فهو كالطود الشامخ في آثاره ، واليم الخضم المتلاطم الأمواج في أفكاره وآرائه ، وهو بحق قطب رحى الدين ، وأحد أكبر دعائم الإسلام ، عماد الشيعة ، ورافع أعلام الشريعة . فالثقافة الإسلامية بكل فروعها مدينة لجهود هذا الرجل العظيم ، الذي نذر حياته لخدمة الإسلام ، وأدى إلى الفكر الإسلامي خدمة منقطعة النظير . ولادته : ولد الشيخ الطوسي في طوس خراسان ، في شهر رمضان عام 385 هجرية ،
[1] راجع كتابي الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، وطبقات أعلام الشيعة للبحاثة الكبير والمتتبع الشهير الشيخ آقا بزرك الطهراني ، وأعيان الشيعة لآية الله السيد محسن الأمين العاملي ، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام لآية الله السيد حسن الصدر .
6
نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 6