نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : الخلاف ( عدد الصفحات : 732)
يقول ابن تيمية في منهاجه : " وطائفة وضعوا لمعاوية فضائل ، ورووا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله في ذلك كلها كذب " [1] . والمهدي العباسي المغرم بلعب الحمام لا يتورع عن دفع عشرة آلاف درهم إلى من يصحح له لعبته بالتماس دليل من السنة يضعه له رجل فقيه . فيأتيه غياث بن إبراهيم - وهو من فقهاء عصره - ليدخل عليه وليروي له ( لا سبق إلا في خف أو حافر أو جناح ) فيضيف لفظ الجناح إلى الحديث الشريف ليصحح للمهدي لعبته ولينال الجائزة . والذي يبدو للمتطلع إن الكذبة لم تنطل على جلاس المهدي ، وإن المهدي شعر بذلك أو أدركه شئ من تأنيب الضمير ، فقال بعد قيام هذا المحدث : " أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله . ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله جناح ، ولكنه أراد أن يتقرب إلينا " . وقد جمع ابن الجوزي نزرا يسيرا من الأحاديث المختلفة في كتابه الموسوم ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ) و ( الموضوعات ) ولخصه السيوطي في كتابه ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) فراجعها . يقول العلامة السيد محمد تقي الحكيم في مناهج البحث في التاريخ : " والغريب إننا أصبحنا لكثرة ما ألفنا هذا النوع من الكذب على حساب التاريخ لا نستنكره على القائمين به ، وكأنه من الأمور الطبيعية التي تدعوا إليها مصالح البلاد . فموظفوا الدعاية المعنيون بهذا الأمر لا يختلفون في مقاييسنا عن بقية المواطنين لصالح المجموع " [2] . 3 - هذا وإن ابتعاد الناس عن القيم الرفيعة والمثل العليا وانخراطهم في
[1] منهاج السنة 2 : 207 ، وقال العيني في عمدة القاري : فإن قلت : قد ورد في فضله - يعني معاوية - أحاديث كثيرة ، قلت : نعم ، ولكن ليس فيها حديث صحيح يصح من طرق الإسناد . [2] مناهج البحث في التاريخ : 12 .
31
نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 31