نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 25
بالتماس أدلتها وترجيح بعضها على بعض [1] . أو أنه " علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ، ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية " [2] . فالخلافي هدفه جمع آراء الفقهاء ، وإقامة الأدلة والبراهين والحجج الساطعة التي تؤيد مذهبه ، وتقوي رأيه الذي اعتمد عليه . يقول ابن خلدون في مقدمته : " وأما الخلافات : فاعلم أن هذا الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لا بد من وقوعه لما قدمناه ، واتسع ذلك في الملة اتساعا عظيما وكان للمقلدين أن يقلدوا من شاءوا منهم ، ثم لما انتهى ذلك إلى الأئمة الأربعة من علماء الأمصار ، وكانوا بمكان من حسن الظن بهم ، اقتصر الناس على تقليدهم ومنعوا من تقليد سواهم لذهاب الاجتهاد لصعوبته وتشعب العلوم التي هي مواده باتصال الزمان ، وافتقاد من يقوم على سوى هذه المذاهب الأربعة ، فأقيمت هذه المذاهب الأربعة أصول الملة ، وأجري الخلاف بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية والأصول الفقهية ، وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب إمامه ، تجري على أصول صحيحة وطرائق قويمة يحتج بها كل على مذهبه الذي قلده وتمسك به . وأجريت في مسائل الشريعة كلها ، وفي كل باب من أبواب الفقه ، فتارة يكون الخلاف بين الشافعي ومالك ، وأبو حنيفة يوافق أحدهما وتارة بين مالك وأبي حنفية ، والشافعي يوافق أحدهما . وتارة بين الشافعي وأبي حنيفة ، ومالك يوافق أحدهما . وكان في هذه المناظرات بيان مآخذ هؤلاء الأئمة ومثارات اختلافهم
[1] الأصول العامة للفقه المقارن : 13 . [2] كشف الظنون 1 : 721 مادة ( علم الخلاف ) .
25
نام کتاب : الخلاف نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 25