نام کتاب : البيان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 11
وهو لم يتجاوز بعد المراحل الأولى من دراسته - يشار له بالفضل والعلم ، ويتنبأ له بمستقبل رفيع في مجالات الفكر الاسلامي . ولم يقتصر الشهيد على دراسته في جبل عامل ، بل سافر إلى أكثر المراكز الاسلامية آنذاك كالحلة ، وكربلاء ، وبغداد . ففي الحلة التقى بفخر المحققين ، وتتلمذ على يده وأصبح من المعتمدين عنده ، كما هو مذكور في إجازة فخر المحققين للشهيد . ولم يقتصر الشهيد على السفر إلى المناطق الشيعية ، بل تعداها إلى مراكز الفكر الاسلامي لأبناء العامة كمكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والقدس ، والشام ودرس على يد أكابر علمائهم ، وإجازة الكثير منهم ، حتى انه يقول في إجازته لابن الخازن : " وأما مصنفات العامة ومروياتهم فإني أروي عن نحو أربعين شيخا من علمائهم بمكة ، والمدينة ، ودار السلام بغداد ، ومصر ، ودمشق ، وبيت المقدس ، ومقام إبراهيم الخليل ، فرويت صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم إلى البخاري ، وكذا صحيح مسلم ، ومسند الدار قطني ، ومسند أحمد ، ومسند ابن ماجة ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد الله النيسابوري إلى غير ذلك [1] ومن هذا تتضح المكانة العلمية للشهيد عند الخاصة والعامة . ولم يقتصر الشهيد على الفقه والأصول والفلسفة والرياضيات ، بل كان أديبا شاعرا كاتبا ، فنشره واضح في كتبه الفقهية الخالية من التكلف والالتواء كالذكرى ، والدروس ، والبيان ، واللمعة ، ومن شعره : < شعر > عظمت مصيبة عبدك المسكين * في نومه عن مهر حور العين الأولياء تمتعوا بك في الدجى * بتهجد وتخشع وحنين فطردتني عن قرع بابك دونهم * أترى لعظم جرائمي سبقوني أوجدتهم لم يذنبوا فرحتهم * أم أذنبوا فعفوت عنهم دوني إن لم يكن للعفو عندك موضع * للمذنبين فأين حسن ظنوني < / شعر > شيوخه : نتيجة لسفر الشهيد إلى المراكز العلمية في العالم أصبح له الكثير من الأساتذة