نام کتاب : الانتصار نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 28
وقد أثر عنه أنه أول من فتح أبواب التدقيق والتحقيق ، واستعمل في الأدلة النظر الدقيق ، وأوضح طريقة الإجماع واحتج بها في أكثر المسائل [1] . وقد كان في جميع كتبه ورسائله أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا ، قليل التعلق بالأخبار ، كثير الاستدلال بالأدلة العقلية المتفقة مع الكتاب والسنة ، فلا غرو أن يكون من مجتهدي الفقهاء وفقهاء المجتهدين [2] . أما مسلكه في تعليل الأخبار وتأويلها فيقول : إعلم : أن المعول فيما يعتقد ، على ما تدل الأدلة عليه ، من نفي وإثبات ، فإذا دلت الأدلة على أمر من الأمور وجب أن نبني كل وارد من الأخبار إذا كان ظاهره بخلافه عليه ونسوقه إليه ، ونطابق بينه وبينه ، ونجلي ظاهرا إن كان له ، ونشرط إن كان مطلقا ، ونخصه إن كان عاما ، ونفصله إن كان مجملا ونوفق بينه وبين الأدلة من كل طريق اقتضى الموافقة وآل إلى المطابقة . فإذا كنا نفعل ذلك ولا نحتشمه في ظواهر القرآن المقطوع على صحته ، المعلوم وروده ، فكيف نتوقف عن ذلك في أخبار آحاد لا توجب علما ولا تثمر يقينا ؟ ! فمتى وردت عليك أخبار فاعرضها على هذه الجملة وابنها عليها ، وافعل فيها ما حكمت به الأدلة وأوجبته الحجج العقلية ، وإن تعذر فيها بناء وتأويل وتخريج وتنزيل ، فليس غير الاطراح لها وترك التعريج عليها [3] . ثم هو يفسر الأحاديث وما جاء من الأحكام فيما يتعلق بالمحللات والمحرمات تفسيرا يتفق مع المنطق السليم والعقل القويم ، ذاكرا بأن لكل محرم علة ولكل محظور سببا ،
[1] روضات الجنات ص 385 . [2] وليس معنى ذلك أنه كان يذهب إلى تفسير القرآن برأيه أو " كان من طليعة المفسرين للقرآن الكريم بالرأي " كما زعمه أو اخترعه الدكتور عبد الرزاق محيي الدين في كتابه " أدب المرتضى " في " ص ب " من المقدمة وفي مواضع أخر من الكتاب . [3] أمالي المرتضى 2 / 350 تحقيق أبو الفضل إبراهيم - طبعة الحلبي .
28
نام کتاب : الانتصار نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 28