responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانتصار نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 109


معاوي إننا بشر فاسجح * فلسنا بالجبال ولا الحديدا [1] فنصبت على الموضع ، ونظيره إن زيدا في الدار وعمرو فيرفع عمرو على موضع إن وما عملت فيه لأن ذلك موضع رفع ، ومثله مررت بزيد وعمرا وذهبت إلى خالد وبكرا .
وقال الشاعر :
جئني بمثل بني بدر لقومهم * أو مثل أخوة منظور بن سيار [2] ولما كان معنى جئني هات وأعطني وأحضرني مثلهم جاز العطف بالنصب على المعنى وهذا أبعد مما قلناه في الآية .
وبينا أن نصب الأرجل عطفا على الموضع أولى من أن نعطفها على الأيدي والوجوه لأن جعل التأثير في الكلام القريب أولى من جعله للبعيد ، ولأن الجملة الأولى المأمور فيها بالغسل قد نقضت وبطل حكمها باستئناف الجملة الثانية ، ولا يجوز بعد انقطاع حكم الجملة الأولى أن يعطف عليها ، ويجري ذلك مجرى قولهم : ضربت زيدا وعمرا وأكرمت خالدا وبشرا ، أن رد بشر في الإكرام إلى خالد هو وجه الكلام الذي لا يجوز غيره ولا يسوغ رده إلى الضرب الذي قد انقطع حكمه . على أن ذلك لو جاز لترجح ما ذكرناه ليتطابق معنى القراءتين ولا يتنافيان .
وتحديد طهارة الرجلين لا يدل على الغسل كما ظنه بعضهم ، [3] وذلك أن المسح فعل أوجبته الشريعة كالغسل فلا ينكر تحديده كتحديد الغسل ولو صرح تعالى فقال : وامسحوا أرجلكم وانتهوا بالمسح إلى الكعبين لم يك منكرا .



[1] لعقبة بن حارث الأسدي ، راجع لسان العرب : ج 10 / 120 ، والجامع للشواهد : ج 3 / 33 .
[2] لم نعثر عليه .
[3] أحكام القرآن ( للجصاص ) : ج 2 / 346 .

109

نام کتاب : الانتصار نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست