responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 85


وأما الذي يدل على أن الألم يحسن الاستحقاق فهو ما نعلمه ضرورة من حسن ذم المسئ على إساءته وإن غمه ذلك وآلمه واستضر به ، والعلم بحسن ذلك مع تعريه من نفع أو دفع ضرر يوجب أنه حسن للاستحقاق لا غير .
وقد قيل في ذلك أيضا أنه يحسن المطالبة بتقضي الدين وإن أضر ذلك بمن عليه الدين وغمه ، وإنما حسن ذلك للاستحقاق .
ولقائل أن يجعل وجه ذلك ما يقدمه من الانتفاع بالدين ، فجرى ذلك مجرى تقدم الأجرة على الأعمال الشاقة .
وأيضا فلو كان حسن الاستحقاق لما حسن أن يبتدئ الإنسان بإيصاله إلى نفسه ، كما لا يحسن أن يعاقب نفسه .
وأيضا فإنه خال من استحقاق وإهانة ، وذلك واجب في العقاب .
وإنما قلنا أنه متى وقع على وجه المدافعة كان حسنا ، لأنه معلوم أن من دافع غيره عن نفسه فوقع به من جهته ضرر لم يقصده بل قصد المدافعة فقط لا يستحق به عوضها على المؤلم ولا يكون بذلك ظالما .
ولا يمكن أن يقال : إن ذلك مستحق ، لأن من قصد إيلام غيره ولم يؤلمه لا يستحق العقاب عليه .
وأيضا فلو كان مستحقا لقارنه استحقاق وإهانة وجاز أن يقصده ، وكل ذلك يدل على أنه لم يكن مستحقا .
ولا يمكن أن يقال : وجه حسنه ما فيه من العوض ، لأنه تعالى لما حسن ذلك في عقولنا ضمن العوض كما ضمن لما أباح لنا ذبح البهائم بالشرع ، لأنه لو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يكون من لا يعرف أن الله ضمن العوض لا يعرف حسن المدافعة ، كما أن من لا يعرف الشرع لم يعرف حسن ذبح البهائم .
والمعلوم خلافة .

85

نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست