responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 31


ألا ترى أن قوله تعالى " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " 1 ) وقوله تعالى " اعملوا ما شئتم " 2 ) بصورة الأمر والمراد به التهديد ، وقوله تعالى " فأتوا بسورة من مثله " 3 ) صورته صورة الأمر والمراد به التحدي ، وقوله تعالى " وإذا حللتم فاصطادوا " 4 ) المراد به الإباحة . ونظائر ذلك كثيرة جدا ، فلا يمكن مع ذلك أن يكون آمرا لجنسه ولا لصيغته ولا لحدوثه ، لأن جميع ذلك يوجد فيما ليس بأمر ، فلم يبق إلا أنه يكون آمرا لإرادة المأمور به . والكلام في النهي والخبر مثل ذلك .
وأيضا فقد ثبت أنه تعالى خلق الخلق ولا بد أن يكون له فيه غرض ، لأنه إن لم يكن له فيه غرض كان عبثا ، وذلك لا يجوز عليه . ولا يجوز أن يكون خلقهم لنفع نفسه ، لأن ذلك لا يجوز عليه ، لأنا سنبين استحالة المنافع عليه .
فلم يبق إلا أنه خلق الخلق لمنافعهم ، ومعناه أنه أراد نفعهم بذلك ، فثبت بذلك أنه مريد .
ويجب أن يكون تعالى قديما موجودا في الأزل ، لأنه لو كان محدثا لاحتاج إلى محدث ، والكلام في محدثه كالكلام فيه ، فكان يؤدي إلى محدثين ومحدثي المحدثين إلى ما لا نهاية له ، وذلك فاسد .
وأيضا فإنه فاعل الأجسام والأعراض المخصوصة من الألوان والطعوم وغيرهما ، والمحدث لا يصح منه فعل الجسم ولا هذه الأعراض المخصوصة ، فوجب أن يكون من صحت فيه قديما . وإنما كان كذلك لأن المحدث لا يكون


1 ) سورة الإسراء : 64 . 2 ) سورة فصلت : 40 و 3 ) سورة البقرة : 23 . 4 ) سورة المائدة : 2 .

31

نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست