نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 83
لما استحق تعالى الشكر بفعلها ، لأن من فعل واجبا كقضاء الدين ورد الوديعة لا يستحق الشكر وإنما يستحق الشكر بالتفضل المحض ، ولو لم يستحق الشكر لما استحق العبادة لأنها كيفية في الشكر ، وذلك خلاف الإجماع . وهو تعالى وإن استحق الشكر على الثواب والعوض الواجبين ، فلأن سبب الثواب التكليف وهو تفضل ، وكذلك الآلام التي يستحق بها العوض تابعة للتكليف الذي هو تفضل . < فهرس الموضوعات > الكلام في الآلام < / فهرس الموضوعات > وأما الكلام في الآلام فيقع من وجوه : أحدها في إثباتها : والكلام في ذلك ظاهر لا نتشاغل به ، لأن المعلوم ضرورة الأمر الذي يتألم به الحي ويدركه مع نفار طبعه عنه ، فدفع ذلك مكابرة . وإنما الكلام يقع في حسنه أو قبحه ، لأن في الناس من قال الآلام كلها قبيحة وهم الثنوية والمجوس ، ومن قال إن فيها ما هو حسن اختلفوا فمنهم من قال لا وجه لحسنها إلا الاستحقاق وهم التناسخية والبكرية . والصحيح أن في الآلام ما هو حسن وفيها ما هو قبيح ، فما يقبح منها يقبح لوجوه ثلاثة : أحدها لكونه ظلما ، وثانيها أن يكون مفسدة ، وثالثها أن يكون عبثا . وما عداه يكون حسنا . وإن شئت قلت : الآلام لم تحسن إلا لنفع يوفى عليه أو دفع ضرر أعظم منه أو الاستحقاق أو يكون واقعا على وجه المدافعة ، فمتى خلا من ذلك أجمع كان قبيحا . فأما الظلم فهو الضرر الذي لا يقع فيه وفاء عليه ولا دفع ضرر أعظم منه
83
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 83