نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 61
ذلك فالقادر على الكفر قادر على الإيمان والقادر على الطاعة قادر على المعصية وإنما يختار أحدهما فإن اختار الكفر فبسوء اختياره ، ولو كان الكافر غير قادر 1 ) على الإيمان لما حسن تكليفه بالإيمان ، لأن تكليف ما لا يطاق قبيح وأجمعت الأمة على أنه مكلف بالإيمان . وإنما قلنا إن تكليف ما لا يطاق قبيح ، لأنه مركوز في العقل قبح تكليف الأعمى نقط المصاحف والمقعد العدو والعاجز حمل الأجسام الثقال ونقلها والعلم بقبح ذلك ضروري لاجتماع العقلاء على ذلك ، ولا علة لذلك إلا أنه تكليف بما لا يطاق . ومن ارتكب حسن ذلك لم يحسن منا مكالمته ، وإنما ينبه على غلطه بضرب الأمثال كما تضرب الأمثال السوفسطائية وأصحاب العنود الذين دفعوا العلم بالمشاهدات والضروريات ، وإلا فالاحتياج لا يمكن معهم لأن الاحتجاج إنما يصح فيما يغمض ليرد إلى ما يتضح ، فمن دفع الضروريات لا يمكن احتجاجه بالرد إلى ما هو أوضح منه ، لأنه لا شئ أوضح من الضروريات فمن دفعها سد الباب على نفسه . والمراد بقولنا " تكليف ما لا يطاق " هو كلما يتعذر معه الفعل سواء كان ذلك لعدم القدرة أو عدم الآلة ، فإن الكل يتساوى في قبح التكليف وإن اختلفت . فصل < فهرس الموضوعات > الكلام في التكليف وجمل من أحكامه < / فهرس الموضوعات > ( في الكلام في التكليف وجمل من أحكامه ) التكليف عبارة عن إرادة المريد من غيره ما فيه كلفة ومشقة ، ويقال في الأمر بما فيه كلفة ومشقة أنه تكليف من حيث كان الأمر لا يكون أمرا إلا بإرادة
1 ) في ر " قادرا " .
61
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 61