نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 44
فصل < فهرس الموضوعات > في أنه تعالى واحد لا ثاني له في القدم < / فهرس الموضوعات > ( في أنه تعالى واحد لا ثاني له في القدم ) لو كان مع الله تعالى قديم ثان لوجب أن يكون مشاركا له في جميع صفاته ، لمشاركته له في القدم التي هي صفة ذاته التي باين بها جميع الموجودات لأن جميع أوصافه - من كونه عالما وقادرا وحيا وموجودا ومريدا وكارها ومدركا - [ يشاركه غيره من المحدثات قديما ولا يشاركه في القدم ، فبان أنه يكون قديما ] 1 ) يخالف المحدثات . والشئ إنما يخالف غيره بصفته الذاتية وبها يتماثل ما تماثله ، كما أن ما شارك السواد في كونه سوادا ويخالف غير السواد من أن السواد يخالف البياض 2 ) والحموضة وغيرهما أيضا بكونه سوادا [ ويشارك سوادا آخر بكونه سوادا ] 3 ) ، فعلم بذلك أن الاشتراك في صفة الذات يوجب التماثل ، وكان يجب من ذلك مشاركة القديمين في كونهما قادرين عالمين حيين وفي جميع صفاتهما . ثم لا يخلو أن يكون مقدورهما واحدا أو متغايرا ، فإن كان واحدا جاز أن يدعو أحدهما الداعي إلى إيجاد مقدوره والثاني يصرفه عن إيجاده ، فيؤدي ذلك إلى وجوب وجوده ، لدعاء من دعاه الداعي إلى إيجاده ووجوب انتفائه لصارف من صرفه عن إيجاده ، وذلك محال . فإن كان مقدورهما متغايرا لم يمتنع أن يدعو أحدهما الداعي إلى إيجاد
1 ) الزيادة ليست في ر . 2 ) في ج " ويخالف السواد من البياض " . 3 ) الزيادة من ر .
44
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 44