نام کتاب : إشارة السبق نویسنده : أبو المجد الحلبي جلد : 1 صفحه : 4
إن المهم الجدير بالذكر هو أن الإسلام لا يفرق بين التركيز على العقيدة والشريعة ، ويندد بالذين يفكرون في العقيدة دون الشريعة ، ويختصرون الدين في الإيمان المجرد عن العمل ، بل يرى أن ترك العمل قد يؤدي إلى زوال العقيدة ، ويقول سبحانه : * ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله ) * ( الروم / 10 ) وفي نفس الوقت يندد بالذين يهونون من شأن العقيدة ويعكفون على العمل والعبادة من دون تدبر في غاياتها ، ومقاصدها ، والتفكير في الآمر بها ، ويرون العبادة في السجود والركوع فقط ويغفلون عن قوله سبحانه : * ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) * ( آل عمران / 191 ) . وتأكيدا لهذه الصلة بين العلمين ، قام لفيف من علمائنا القدامى والمتأخرين بالجمع بينهما حتى في التأليف فكان الفقه الأكبر ( العقائد ) إلى جانب الفقه الأصغر ( الأحكام ) . نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر : 1 - السيد الشريف المرتضى ( 355 - 436 ه ) صاحب الآثار الجليلة . فقد جمع بين العلمين في كتابه المسمى ب " جمل العلم والعمل " . وقد تولى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ( 385 - 460 ه ) شرح القسم الكلامي منه وأسماه : " تمهيد الأصول " وقد طبع ونشر . كما تولى تلميذه الآخر القاضي ابن البراج ( 401 - 481 ه ) شرح القسم الفقهي منه وأسماه : " شرح جمل العلم والعمل " وقد طبع أخيرا . 2 - الشيخ أبو الصلاح تقي الدين الحلبي ( 374 - 447 ه ) فقد ألف كتابا
4
نام کتاب : إشارة السبق نویسنده : أبو المجد الحلبي جلد : 1 صفحه : 4