نام کتاب : إشارة السبق نویسنده : أبو المجد الحلبي جلد : 1 صفحه : 28
باعتبار ما ذكرناه نظرية واستدلالية ، وكان النظر واجبا لوجوبها ، وهي على التحقيق أول الواجبات ، فيكون ما هو وصلة إليها وسبب فيها كذلك ( 1 ) لأن ما عدا النظر من جميع الواجبات العقلية والسمعية قد يخلو المكلف منها إما وجوبا أو جوازا ، أو لا يخلو من وجوبه عليه ، فكان أول الواجبات وصلة وترتيبا . وإنما يجب عند حصول الخوف والرجاء ، وقد يحصل خوف المكلف بسبب لا يتعدى عنه ، لتدبره ما هو عليه من أحواله ، وما هو فيه من النعم ظاهرا وباطنا ، وبسبب خارج عنه ، لسماعه اختلاف العقلاء في المذاهب والآراء ، مع فقدهما وفقد ما به يحصل كل واحد منهما ، لا بد من ورود الخاطر عليه ، وأولى ما كان كلاما داخل سمعه متضمنا إخافته من إهمال النظر وحثه على استعماله ( 2 ) وتجويز الضرر يقتضي وجوب الاحتراز منه ، معلوما كان أو مظنونا ، وذلك باعث على النظر ومؤكد لوجوبه ، وهو مولد للعلم مع تكامل شروطه ، لكونه واقعا بحسبه وتابعا له ، يقل بقلته ويكثر بكثرته ، فكان مسببا عنه ومتولدا من جهته ، ومن لم يولد نظره العلم فلتقصير منه ، أما في النظر أو في المنظور فيه أو لأنه نظر في الشبهة لا في الدليل ، والنظر فيها لا يولد شيئا ولا يفضي بصاحبه إلا إلى الجهل أو الشك ، والجهل ليس مسببا ولا متولدا عن النظر ، لكونه نقيض العلم وضده ، لاستحالة الجمع بين النقيضين . والمنظور فيه لاكتساب المعرفة الواجبة ما خرج عن مقدور كل قادر بقدرة ( 3 ) مما يختص سبحانه بالاقتدار عليه ، ومن الجائز في أصل العقل أن يخلو
1 - في " أ " : وسبب إليها فيها كذلك . 2 - في " أ " : وحقه على استعماله . 3 - في " ج " : مقدرة .
28
نام کتاب : إشارة السبق نویسنده : أبو المجد الحلبي جلد : 1 صفحه : 28