responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد الأذهان نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 139


هي الثانية [1] .
نعم وبعد هذه المناظرة العظيمة وببركة هذا الخريت العلامة استبصر السلطان وعدد كبير من الأمراء وعلماء العامة ، فعمت البركة في جميع الممالك وهدأت



[1] قصص العلماء : 359 و 360 . وحدث مثل هذه الواقعة قبلها أمام السلطان محمود بن سبكتكين ، نقل القاضي ابن خلكان عن عبد الملك الجويني إمام الشافعية المتوفى سنة 478 في كتابه الذي سماه مغيب الحق في اختيار الأحق ، أن السلطان محمود كان على مذهب أبي حنيفة ، وكان مولعا بعلم الحديث ، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع ، وكان يستفسر الأحاديث . فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي ، فوقع في جلده حكة ، فجمع الفقهاء من الفريقين من مرو ، والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر ، فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي وعلى مذهب أبي حنيفة . لينظر السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما ، فصلى القفال المروزي - أحد علماء الشافعية - بطهارة مسيغة وشرائط معتبرة من الطهارة والستر واستقبال القبلة ، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجه الكمال والتمام ، وقال : هذه صلاة لا يجوز الإمام الشافعي دونها ثم صلى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفة ، فلبس جلد الكلب مدبوغا ، ولطخ ربعه بالنجاسة وتوضأ بنبيذ التمر ، وكان في صميم الصيف في المفازة ، فاجتمع عليه الذباب والبعوض ، وكان وضوؤه منكسا منعكسا ، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء ، وكبر بالفارسية [ ثم قرأ آية بالفارسية ] : دو برك سبز - أي : ورقتان خضراوتان ، وهو معنى قوله تعالى في سورة الرحمن : " مدهامتان " - ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع ، وتشهد ، وضرط في آخره من غير السلام ، وقال : أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة ، فقال السلطان : لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك ، لأن مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين ، وأنكر الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة ، فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة ، وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا ، فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال ، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة وتمسك بمذهب الشافعي . وفيات الأعيان 5 / 180 و 181 . أقول : الخرافات القبيحة الموجودة في مذهب الشافعي ومذهب أخويه لا تقل عن مذهب أبي حنيفة ، ولو أردنا ذكر بعضها لخرجنا عن صلب البحث ، فنرجأها إلى موضع آخر .

139

نام کتاب : إرشاد الأذهان نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست