نام کتاب : أجوبة المسائل المهنائية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 18
فاشتهر فضلها عند الفاضلين ، وعم ذلك أهل الحجاز ، وكان المملوك ممن سمع ذلك فطرب وأثنى وما شرب ، فكان كما قال الشاعر : ولما بدا لي ذكركم في مسامعي * تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي فكان المملوك يود أنّه يقضي في الحضرة الجمالية عمره ويفوز بخدمتها دهره ، لكن حالت حوادث الأيام دون هذا المرام ، فلما أذن اللَّه سبحانه للمملوك بالإسعاد ، وسهل طريقه إلى هذه البلاد وأوصله بفضله إلى بغداد ، فلما قرب من الحضرة الجمالية زاد شوقه إليها ، وتمنى أن لا يكون حط رحله إلا عليها ، لكن المملوك له ببغداد علاقة ، وهو مستلزم بمن معه من الرفاقة . وكان في خاطر المملوك مسائل يود أن لو وصلت إلى الحضرة الجمالية وكان يحول دون ذلك بعد البلاد القاصية ، فلما تصدق سبحانه على المملوك بقرب الديار ، وانجلى ظلم الليل بضوء النهار ، كتب المملوك إلى السيد بعض ما كان يحتاج إليه لعرضه بين يديه ، ونسي المملوك كثيرا وما سطره ، : « وما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ » [1] . فسير المملوك هذه الكراريس وهو يسأل من صدقات مولانا النظر إلى ما فيها بعين الإغضاء والمسامحة ، فإن المملوك ليس هو من أهل المكافحة ، ولكنه سائل متعلم ، وبأذيال أهل العلم ملتزم ، وفي ضمن الكراريس عدة مسائل يشرفها مولانا بالجواب ، فيفوز بالعلم ويفوز مولانا بالثواب ، وليكن ذلك بخط يده العالية وعبارته الشافية ، ليعد ذلك المملوك أفضل ما ظفر به بعد زيارة المشاهد المشرفة في سفرته ، ويفتخر بذلك بين أهل سيرته ، وقد أكثر المملوك وجاء في سؤاله بالغث والسمين ليستخرج بذلك نفائس الجوهر الثمين ، وما مثل المملوك لهذه المسائل إلا كما قال بعض الأوائل ( شعر ) :