[ كتاب الزكاة ] أهميّة الزكاة وهي في الجملة من ضروريات الدين ، وإنّ منكرها مع العلم بوجوبها ، مندرج في سبيل الكافرين ؛ وإنّ مانع قيراط منها مستحلًا ، ليس من المؤمنين ولا من المسلمين ؛ وليمت إن شاء ، يهوديّاً وإن شاء ، نصرانيّاً . وما من ذي مال ، أو نخل ، أو زرع ، أو كرم ، يمنع من زكاة ماله ، إلَّا قلَّده الله تربة أرضه يطوّق بها من سبع أرضين إلى يوم القيامة . وما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئاً إلَّا جعل الله ذلك ثعباناً من النار مطوّقاً في عنقه ، ينهش لحمه حتّى يفرغ من الحساب ؛ وإنّ الله يحبسه يوم القيامة بقاع قفر ؛ ويسلَّط الله عليه شجاعاً أقرع ، أي ثعباناً لا شعر في رأسه لكثرة سمّه ، يريده وهو يحيد عنه ؛ فإذا رأى أنّه لا يتخلَّص منه أمكنه من يده ، فقضمها ، كما يقضم الفحل ثم يصير طوقاً في عنقه . وأمّا فضل الزكاة ، فعظيم وثوابها جسيم ؛ ويكفيك ما ورد في فضل الصدقة الشاملة لها من أن الله يربّيها لصاحبها كما يربّي الرجل فصيله ، فيأتي بها يوم القيامة مثل أحُد ؛ وأنّها تدفع ميتة السوء ، وتفكّ من لُحي سبع مئة شيطان ؛ وأنّها تطفئ غضب الربّ ، وتمحو الذنب العظيم ، وتُهوِّن الحساب ، وتنمي المال ، وتزيد في العمر .