من شهادة أن لا إله إلا الله ، لأن الله عز وجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الأمر أحد ) [1] . يستفاد من هذه الرواية أنه كما أن الله تعالى ليس له عديل ولا شريك له في أمره ، كذلك لا عديل لشهادة " لا إله إلا الله " في الأعمال ، ولتناسب الجزاء مع العمل ، فلا عديل له - من الأعمال - في الثواب . إن الشهادة ب " لا إله إلا الله " باللسان توجب صيانة النفس والمال والعرض في الدنيا ، والشهادة بها بالقلب توجب النجاة من عذاب النار في الآخرة ، والفوز بنعيم الجنة ، فهذه الكلمة المباركة مظهر للرحمة الرحمانية والرحيمية . روي عن الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا ) [2] . وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا الجنة ) [3] . إن من تكون هذه الكلمة ذكره الدائم فقد نجت سفينة قلبه بمرساة " لا إله إلا الله " من مهاوي الهلكة والأمواج المهيبة من الحوادث والوساوس والأهواء { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [4] . إن كلمة " لا إله إلا الله " ذكر تؤدى حروفه بالجهر والإخفات ، فهي تجمع بين الذكر الجلي والخفي ، وتشتمل على الاسم المقدس " الله " ، وقد روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه أكبر اسم من أسماء الله تعالى . { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم
[1] التوحيد للصدوق ص 19 باب 1 ح 3 . [2] التوحيد للصدوق ص 20 باب 1 ثواب الموحدين . [3] التوحيد للصدوق ص 22 باب 1 ثواب الموحدين . [4] سورة الرعد : 28 .