{ هو الله الخلق البارئ المصور له الأسماء الحسنى } [1] . الثاني : أن يزيل عن جوهر روحه أكدار الآثام والرذائل وظلماتها ، بتزكية النفس ورعاية التقوى ، فإنه لا يحجب العبد عن ربه إلا حجاب الجهل والغفلة وظلمات الذنوب وأكدارها ، ولا بد من إزالة ذلك بالجهاد علما وعملا { والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [2] . قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لابن أبي العوجاء : " وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك : نشوؤك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوتك ، وسقمك بعد صحتك ، وصحتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبك ، وعزمك بعد إبائك ، وإباؤك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك ، وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاؤك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك . . . " قال ابن أبي العوجاء : وما زال يعد علي قدرته التي في نفسي التي لا أدفعها ، حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه ! [3] . * *
[1] سورة الحشر : 24 . [2] سورة العنكبوت : 69 . [3] التوحيد للصدوق ص 127 باب القدرة ح 4 ، الكافي ج 1 ص 75 .