فظهر للناس تفسير قوله تعالى : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } [1] وقلع الباب الذي يقلعه عشرون رجلا وينقله سبعون ، وقد اعترف المخالف والمؤالف بأن قلعه لم يكن ممكنا بالقوة الجسدانية [2] . قال الفخر الرازي : وذلك لأن عليا كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد ، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء ، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية ، وتطلعت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره [3] . وهو الذي بات على فراش النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مبيتا ينبئ عن علو شأنه ، فقام جبرئيل وهو ناموس الوحي والعلم عند رأسه ، وميكائيل وهو خازن الأرزاق عند رجليه ، ونادى جبرئيل : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة [4] ، وأنزل
[1] سورة المائدة : 54 . [2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 5 ص 7 وج 20 ص 316 ، ومصادر أخرى للعامة . الخرائج والجرائح ج 2 ص 542 ، الأمالي للصدوق : 604 ، روضة الواعظين ص 127 ، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 239 ومصادر أخرى للخاصة . [3] التفسير الكبير ج 21 ص 91 . [4] أسد الغابة ج 4 ص 25 ، ينابيع المودة ج 1 ص 274 ، شواهد التنزيل ج 1 ص 123 ، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 39 ومصادر أخرى للعامة . المسترشد ص 361 و 434 ، الأمالي للطوسي ص 469 المجلس السادس والعشرون ح 37 ، الإحتجاج ج 1 ص 160 ومصادر أخرى للخاصة .