وكفى في مقام أهل البيت أنهم أمان للأمة من الوعيد الذي يخاف منه الذين وصلوا إلى مقام العلم واليقين ، قال سبحانه : { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } [1] ، وقال سبحانه : { هيهات هيهات لما توعدون } [2] فمن أدرك عظمة وعيد الرب وأن الخوف منه عديل للخوف من مقام الرب في الآية الكريمة ، وأدرك عظمة ما يوعدون في قوله تعالى : { حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة } [3] ، يعلم منزلة أهل البيت الذين هم أمان للأرض من الانشقاق كما أن النجوم أمان للسماء من الانفطار ، وأنهم عديل من لا عديل له في الممكنات في أن الأمان مما يوعدون يدور مدار وجودهم بقاء وذهابا . وكونهم أمانا للأمة دليل على عصمتهم ، لأن الله سبحانه يقول : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن } [4] فإذا كان الأمن لمن لهم الأمن مشروطا بعدم الظلم ، فالذين هم أمان كيف يعقل أن يلبس إيمانهم بظلم . وفي هذا القليل من الكثير كفاية لأصحاب الدراية في معرفة أهل بيت الرسالة ، ومن تأمل فيما ذكر وما لم يذكر مما ورد عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصفهم يرى أنه لا يخلو من الملزوم أو اللازم أو الملازم للعصمة المطلقة وكمال الانسانية ، الذي لا يتحقق إلا في الانسان الكامل على الإطلاق .
[1] سورة إبراهيم : 14 . [2] سورة المؤمنون : 36 . [3] سورة مريم : 75 . [4] سورة الأنعام : 82 .