ويأمر بالمجادلة - في موضعها - بالأحسن { وجدلهم بالتي هي أحسن } [1] . وعند لزوم الدفع والرد ، يأمر بالرد بالأحسن { ادفع بالتي هي أحسن } [2] ، وأنه تعالى يجازي بالأحسن { ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } [3] ، وأنه ينزل أحسن الحديث { الله نزل أحسن الحديث } [4] . فهل يعقل أن يختار للإمامة غير الأحسن ، والأكمل ، والأفضل ، والأعلم ، والأعدل . . وغير من هو جامع الصفات الحميدة المذكورة في الحديث ؟ ! ثم ، مع أن الأمر باتباع الأحسن يستلزم كون الأحسن متبوعا لغيره ، فكيف يعقل أن يرضى بإمامة غير الأحسن ومتبوعيته ؟ ! { ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } [5] . ولهذا قال ( عليه السلام ) : ( وانتدبه لعظيم أمره ، وأنبأه فضل بيان علمه ، ونصبه علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل عالمه ، وضياء لأهل دينه ، والقيم على عباده ، رضي الله به إماما لهم ) . * *
[1] سورة النحل : 125 . [2] سورة المؤمنون : 96 . [3] سورة النحل : 79 . [4] سورة الزمر : 23 . [5] سورة المائدة : 50 .