مقصودها إلا بأن تجد الطريق إلى الله ، الذي هو الدين القويم والاستقامة عليه { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } [1] . وبما أن عوامل الانحراف عن دين الله تعالى موجودة في كل عصر ، من خطأ الانسان وهواه ، وقطاع طريق الله من الجن والإنس { ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } [2] ، { اشتروا بأيت الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون } [3] فكان من اللازم وجود إمام ليتحقق به الغرض من تكوين هذه الفطرة - وهو الوصول إلى الله - ومن تشريع الصراط المستقيم - وهو الدين والسبيل إلى الله - قال ( عليه السلام ) : " وأبلج عن سبيل منهاجه " . ( ج ) الغرض من خلق عقل الانسان الوصول إلى حقيقة العلم والمعرفة ، والإنسان يستدعي بلسان جبلته وخلقته من واهب العقل والإدراك ويناجيه : إلهي أرني الأشياء كما هي ، وعرفني نفسي ، وأنها من أين ، وفي أين ، وإلى أين . وتعطش الإدراك الإنساني لا يرتفع إلا بالوصول إلى عين الحياة من العلم الإلهي ، وإلا فإن عاقبة الفلسفة البشرية أيضا حيرة الكمل ، بأن يعلموا أنهم لا يعلمون . لهذا كان من الضروري وجود انسان له الطريق إلى عين الحياة وينابيع العلم والحكمة ، ليروي بيده العطاشى إلى الحقيقة ، فيتحقق بذلك الغرض من خلق العقل
[1] سورة يوسف : 108 . [2] سورة الأنعام : 153 . [3] سورة التوبة : 9 .