لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } [1] ، { إعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون } [2] . إن القدير الذي يطفئ مشعل إدراك الانسان وعلمه وإرادته في كل ليلة ، فيميته ويسلب منه قدرته واختياره ، ثم يوقظه ، ويرد إليه ما أخذه ، لقادر بعد أن يطفئه بالموت على أن يضيئه ويحييه ويبعثه إنسانا سويا ، ويعيد إليه معلوماته التي فقدها " لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون " [3] ، سبحان الذي جعل النوم إيقاظا لمعرفة المعاد والمبدأ الذي لا تأخذه سنة ولا نوم { ومن آياته منامكم بالليل والنهار } [4] . * *
[1] سورة يس : 80 . [2] سورة الحديد : 17 . [3] روضة الواعظين ص 53 ، الاعتقادات للمفيد ص 64 ، عوالي اللئالي ج 4 ص 72 . [4] سورة الروم : 23 .