القاحلة ، في مدة قصيرة ، وفي تلك الظروف الصعبة ، فأنشأ تلك الأمة ، وغرس شجرة الانسانية ، وأنتج سيد ثمارها عليا ( عليه السلام ) ، وقدمه إلى دنيا البشرية ، أن يقول : أنا أكبر بستاني للإنسانية ! وهل يوجد في الدنيا تعليم وتربية أعظم من تربية علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ ! * * بقطع النظر عن معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، التي لا يتسع لها هذا الموجز ، ألا يوجب العدل والإنصاف لمن كان بعيدا عن الهوى والتعصب ، أن يؤمن بنبوة هذا الرسول ودينه ، الذي استطاع أن يوصل البشرية إلى مثل هذه التربية العلمية والعملية - التي ذكرناها باختصار - وهي منتهى كمال الانسانية ؟ وهل ما يطلبه العقل والفطرة الانسانية من الدين ، سوى ما يوجد في هذا الدين والمنهج ؟ ! وهل يوجد تعليم وتربية أعظم من هذه التربية للإنسان ، في المجال الشخصي والاجتماعي ؟ وهل يوجد دين أولى بأن يكون خاتم الأديان ، ورسول يكون خاتم الرسل غير الاسلام ، ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وهذا هو الإيمان بخاتمية نبي الاسلام ، وأبدية شريعته { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما } [1] .