الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } [1] وكلف المؤمنين والمؤمنات بهاتين الوظيفتين { المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [2] . ومع استلزامهما للعلم بالمعروف والمنكر ، وائتمار الآمر بالمعروف وانتهاء الناهي عن المنكر ، وعموم المنكر للعقائد الباطلة والأخلاق الرذيلة والأعمال الفاسدة يتحقق مجتمع يدور مدار المكارم والفضائل ، لا يميل عن الصراط المستقيم إلى الإفراط ولا التفريط ، { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } [3] . هذه لمعة من أشعة شمس القرآن وأنوار هدايته للعالم ، ولو أردنا أن نستعرض علومه وقوانينه في مجالات الحياة البشرية ، في العقائد ، والأخلاق ، والعبادة ، والاقتصاد ، والسياسة ، وما فيها من هداية بليغة للبشر إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة . . لاحتجنا إلى تدوين كتب مفصلة ! إعجاز القرآن في اخباره عن الغيب إذا ادعى شخص أنه رسول الله لهداية البشر إلى يوم القيامة ، فإن أصعب أمر عنده أن يخبرهم عن شئ أنه سيحدث في المستقبل ، لأن احتمال عدم تحققه ولو بنسبة واحد في المليارد ، يهدد كل ما بناه بالإنهيار ، ويثبت كذب دعواه . وعندما نرى أنه قد أخبر بيقين جازم ، وثقة واطمئنان ، عن أمور أنها سوف
[1] سورة آل عمران : 110 . [2] سورة التوبة : 71 . [3] سورة البقرة : 143 .