responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 56


إن الانسان بفطرته يبحث عن صانعه وخالقه ، يريد أن يعرف من هو الذي أوجده بعد أن لم يكن ، وأعطاه هذه الجوارح والأعضاء والقوى { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } [1] ، وأنعم عليه بما لا يعد ولا يحصى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } [2] .
ويريد أن يعرف هذا المنعم الحقيقي ، ليقوم بوظيفته العقلية ، وهي شكر المنعم الحقيقي .
ومن ناحية أخرى يدرك الانسان أن الله تعالى - الذي هو خالق الحس والمحسوس ، والوهم والموهوم ، والعقل والمعقول ، السبوح القدوس عن جميع النقائص والقبائح ، الذي لا يتناهى جماله وكماله - أعظم وأعلى وأجل من أن يكون طرفا لخطاب مخلوق مملوء بالجهل والخطأ والهوى ، فيجيبه مباشرة على أسئلته ، ويوجهه إلى ما يجب ويحرم عليه في أيام حياته .
فلا بد من وجود واسطة بين الله تعالى وبين خلقه ، له صورة الانسان وصفاته ليتعامل مع الناس ، وله عقل منزه عن الخطأ ، ونفس مقدسة عن الهوى ، وسيرة ربانية ، ليكون - على وفق قانون تناسب الفاعل والقابل - أهلا لتنوره بنور الوحي ، ولتلقي الهداية والمعرفة من الله تعالى ، فيفتح أبوابها للبشر ، وينقذ الانسان من تفريطه في تعطيل العقل عن معرفة الله ، ومن إفراطه في تشبيه الحق بالخلق ، ويهديه إلى الدين القيم والصراط المستقيم { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذ لكم وصيكم به لعلكم تتقون } [3] .



[1] سورة لقمان : 20 .
[2] سورة إبراهيم : 34 .
[3] سورة الأنعام : 153 .

56

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست