( . . . ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين ، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما ، فيلزمك ثلاثة ، وإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين ، حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة ) [1] . الدليل السادس : قال أمير المؤمنين لولده الحسن ( عليهما السلام ) : ( واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ، ولعرفت أفعاله وصفاته ، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه ) [2] . ونتيجة الإيمان بوحدانية الله تعالى توحيده في العبادة ، لأن غيره لا يستحق العبادة ولا يليق لها ، إذ كل ما سواه ومن سواه عباده سبحانه { إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } [3] . ثم إن العبودية لغير الله تعالى ذلة للذليل واستعطاء من الفقير ، بل هي ذلة للذلة واستعطاء من الفقر المحض ! { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } [4] . إن الإيمان بوحدانيته تعالى ، وبأن كل موجود منه وبه وإليه ، يتلخص في ثلاث جمل : " لا إله إلا الله " ، " لا حول ولا قوة إلا بالله " ، { وإلى الله ترجع الأمور } [5] . فالسعيد من كانت هذه الكلمات الطيبة التامة ذكره الدائم ، ينام ويستيقظ
[1] الكافي ج 1 ص 80 باب 1 ح 5 ، التوحيد ص 243 باب 26 ح 1 . [2] نهج البلاغة ، رسائل رقم 31 . [3] سورة مريم : 93 . [4] سورة فاطر : 15 . [5] سورة آل عمران : 109 .