تام لا ينقص أبدا ، إلى غير ذلك وربما كان ذلك لأجل الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالشيعة الإمامية . وكيف لا وهم يعيشون خلف تلال التقية ، ولقد كان أمر الهلال من المسائل الخلافية والخطوط العريضة الفاصلة بين الفريقين منذ الصدر الأول ، وأدل دليل على ما تحمل هذه المسألة من الأهمية كونها إحدى القضايا التي أثارها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما ثقل حاله في مرضه وربما كان تسجيلا استقباليا منه صلوات الله وسلامه عليه وآله لما يؤول إليه أمر الأمة . وفي إقامة هذا الأمر على أساس واضح كالرؤية التي هي قضية حسية ما يكشف عن حكمة الشارع المقدس ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) [1] ، ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) [2] . وبالمستوى الذي أكده أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لهذا الأمر من الرؤية القطعية والبينة العادلة أو إتمام العدة ، نجد المخالفين لهم لا يكادون يردون ادعاء أحد من المسلمين ولو كان فاسقا رغبة منهم عن أهل البيت [3] . وما أبعد هذا عن قول الأئمة ( عليهم السلام ) ( ليس الرؤية أن يراه
[1] سورة الأنفال : 37 . [2] سورة الأنفال : 42 . [3] لا تستوحش من كثرة المخالفين واختلافهم في أمر الهلال فقد وردت روايات تشير إلى سبب حرمانهم بركات الفطر والأضحى ، ففي الكافي ( ج 4 ص 869 ح 1 ) عن محمد بن إسماعيل الرازي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له ما تقول في الصوم فقد روي أنهم لا يوفقون لصوم ؟ فقال : أما أنه قد أجيبت دعوة الملك فيهم ، قال : فقلت : وكيف ذلك ، جعلت فداك ؟ قال : إن الناس لما قتلوا الحسين ( عليه السلام ) أمر الله تبارك وتعالى ملكا ينادي : أيتها الأمة الظالمة القاتلة عترة نبيها ، لا وفقكم الله لصوم ولا فطر . وفي خبر رزين ( الكافي : ج 4 / ص 770 / ح 3 ) قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لما ضرب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) بالسيف فسقط على الأرض ، ثم ابتدر إليه ليقطع رأسه ، نادى مناد من بطنان العرش : ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر .