responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 602


عبادته كل هذه الأشياء معالم حسية ربطت بها العبادة ، فلا صلاة إلا إلى القبلة ، ولا طواف إلا بالبيت الحرام ، وهكذا ، وذلك من اجل اشباع الجانب الحسي في الانسان العابد واعطائه حقه ونصيبه من العبادة .
وهذا هو الاتجاه الوسط في تنظيم العبادة وصياغتها وفقا لفطرة الانسان وتركيبه العقلي الحسي الخاص .
ويقابله اتجاهان آخران ، أحدهما : يفرط في عقلنة الانسان - ان صح التعبير - فيتعامل معه كفكر مجرد ، ويشجب كل التجسيدات الحسية في مجال العبادة ، فما دام المطلق الحق سبحانه لا يحده مكان ولا زمان ولا يمثله نصب ولا تمثال فيجب ان تكون عبادته قائمة على هذا الأساس ، وبالطريقة التي يمكن للفكر النسبي للانسان ان يناجي بها الحقيقة المطلقة .
وهذا الاتجاه لا تقره الشريعة الاسلامية ، فإنها على الرغم من اهتمامها بالجوانب الفكرية حتى جاء في الحديث ( أن تفكير ساعة أفضل من عبادة سنة ) ، تؤمن بأن التفكير الخاشع المتعبد مهما كان عميقا لا يملأ نفس الانسان ، ولا يعبئ كل فراغه ، ولا يشده الحقيقة المطلقة بكل وجوده ، لأن الانسان ليس فكرا بحتا .
ومن هذا المنطلق الواقعي الموضوعي صممت العبادات في الاسلام علي أساس عقلي وحسي معا ، فالمصلي في صلاته يمارس بنيته تعبدا فكريا وينزه ربه عن اي حسد ومقايسة ومشابهة ، وذلك حين يفتتح صلاته قائلا ( الله أكبر ) ، ولكنه في نفس الوقت يتخذ من الكعبة الشريعة شعارا ربانيا يتوجه إليه بأحاسيسه وحركاته ، لكي يعيش العبادة فكرا وحسا ، منطقا وعاطفة ، تجريدا ووجدانا .
والاتجاه الآخر : يفرط في الجانب الحسي ، ويحول الشعار إلى مدلول ، والإشارة إلى واقع ، فيجعل العبادة لهذا الرمز بدلا عن مدلوله ، والاتجاه

602

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست