responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 595


فحين يقترض ويوفي الدين ، أو حين يعقد صفقة وينفذ شروطها ، وحين يستعير مالا من غيره ثم يعيده إليه يباشر بذلك واجبا يدخل في نطاق الرقابة الاجتماعية رصده ، وبهذا قد يدخل بشكل آخر التحسب لرد الفعل الاجتماعي على التخلف عن أدائه في اتخاذ الانسان قرارا بالقيام به . واما الواجب العبادي - الغيبي - الذي لا يعلم مدى مدلوله النفسي إلا الله سبحانه وتعالى فهو نتيجة للشعور الداخلي بالمسؤولية ، ومن خلال الممارسات العبادية ينمو هذا الشعور الداخل ويعتاد الانسان على التصرف بموجبه . وبهذا الشعور يوجد المواطن الصالح ، إذ لا يكفي في المواطنة الصالحة ان لا يتخلف الانسان عن أداء حقوق الآخرين المشروعة خوفا من رد الفعل الاجتماعي على هذا التخلف ، وانما تتحقق المواطنة الصالحة بان لا يتخلف الانسان عن ذلك بدافع من الشعور الداخلي بالمسؤولية ، وذلك لان الخوف من رد الفعل الاجتماعي على التخلف لو كان وحده هو الأساس لالتزامات المواطنة الصالحة في المجتمع الصالح لأمكن التهرب من تلك الواجبات في حالات كثيرة ، حينما يكون بامكان الفرد ان يخفى تخلفه ، أو يفسره تفسيرا كاذبا ، أو يحمي نفسه من رد الفعل الاجتماعي بشكل وآخر ، فلا يوجد في هذه الحالات ضمان سوى الشعور الداخلي بالمسؤولية .
ونلاحظ ان المرجح غالبا في العبادات المستحبة أداؤها سرا وبطريقة غير علنية ، وهناك عبادات سرية بطبيعتها كالصيام فإنه كف نفسي لا يمكن ضبطه من خارج ، وتوجد عبادات اختير لها جو من السرية والابتعاد عن المسرح العام كنافلة الليل ( صلاة الليل ) التي يطلب أداؤها بعد نصف الليل ، وكل ذلك من أجل تعميق الجانب الغيبي من العبادة وربطها أكثر فأكثر بالشعور الداخلي بالمسؤولية . وهكذا يترسخ هذا الشعور من خلال الممارسات العبادية ، ويألف الانسان العمل على أساسه ، ويشكل ضمانا قويا لالتزام الفرد الصالح بما عليه من حقوق وواجبات .

595

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست