< / السؤال = 11164 > < / السؤال = 9 > < / السؤال = 2 > < / السؤال = 1 > < السؤال = 11164 > وانتظرت أبي على المائدة الليلية مساء اليوم . . وحين حل المساء ، بدت عيوني متعبة ، قلقة ، منكسرة الأجفان أول الأمر . ثم ما لبثت أن أخذت تومض ببريق كالفضة امتزج فيه الأسى بالاصرار على التحدي . وما أن انتظمت بنا المائدة ، وحضر أبي حتى أخذ قلبي يدق ، وتوردت وجنتاي ، وارتفعت درجة حرارة أذني كأن حمى مفاجئة أشعلتهما ، وداهمني شعور بالحرج ، والخجل ، والحيرة ، والارتباك ، والتردد ، وأنا أعيد في ذاكرتي وأردد كلمات وجملا توحي بالعجز عن استيعاب مادة مقروءة . واستنجدت بشجاعتي وبعزمي على الاعتراف بالنقص ، وقلت لأبي : - لقد راجعت كتب الفقه فاستعصت علي ، وأبت أن تفتح لي قلبها . . وما كدت أنهي حرفي الأخير من كلمتي الأخيرة ، حتى شردت عينا أبي ، وغارتا - كما يبدو - في مستنقع من الماضي عميق ، ثم عادتا بعد برهة كمن يعد من سفر شاق ممض طويل ، ودارتا حول عيني كأنهما تريدان أن تقولا شيئا ، غير أن شفتيه انفرجتا عن صوت خافت مشوب بحزن عميق : لقد مررت بتجربة شبيهة بتجربتك ، عندما كنت في حدود