نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 570
وقال الراعي : فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحيرةٍ ، * سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قوله : تعدّ النَّجْم ، يريد الثريَّا لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية . وفي الحديث : إِذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ ، وفي رواية : ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ ، وفي رواية : ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت ؛ النَّجْمُ في الأَصل : اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء ، وهو بالثريَّا أَخصُّ ، فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي ، وهي المرادة في هذا الحديث ، وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح ، وذلك في العَشْرِ الأَوْسَط من أَيَّارَ ، وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ ، والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ والثِّمارِ ، ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها ، فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت الصبح ؛ قال الحربي : إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ ، وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة ؛ قال القتيبي : أَحْسَبُ أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة . والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ : الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها . قال ابن سيده : فأَما قول بعض أَهل اللغة : يقوله النَّجَّامون ، فأُراه مُولَّداً . قال ابن بري : وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا يقول المُنَجِّمون ، قال : وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي . وتَنَجَّمَ : رعى النُّجومَ من سَهَرٍ . ونُجومُ الأَشياء : وظائفُها . التهذيب : والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء ، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ . والنَّجْمُ : الوقتُ المضروب ، وبه سمي المُنَجِّم . ونَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّيته نُجوماً ؛ قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة : يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً ، * ولم يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وفي حديث سعد : والله لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ ؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ : هو أَن يُقَدَّرَ عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً ، ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب ونجومُ الكتابةِ ، وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها ، فتقول إِذا طلع النَّجْمُ : حلَّ عليك مالي أَي الثريّا ، وكذلك باقي المنازل ، فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلَّةَ مَواقيتَ لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون ، وسَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة . وقوله عز وجل : فلا أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم ؛ عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم أُنزل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، آيةً آيةً ، وكان بين أَول ما نزل منه وآخره عشرون سنةً . ونَجَّمَ عليه الدّيةَ : قطَّعها عليه نَجْماً نجماً ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال : جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا ، وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً ، وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً . نظر في النُّجوم :
570
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 570