نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 503
يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه . وقام بأَمر كذا . وقام الرجلُ على المرأَة : مانَها . وإنه لَقَوّام علهيا : مائنٌ لها . وفي التنزيل العزيز : الرجالُ قَوَّامون على النساء ؛ وليس يراد ههنا ، والله أَعلم ، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود ، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك ، فكأنه ، والله أَعلم ، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن ، وكذلك قوله تعالى : يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة ؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا ، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه ، لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه ، فيصير هذا كقوله : وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا ؛ وقال هذا ، أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا ، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة ، فحذف ذلك للدلالة عليه ، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً ؛ ومنه قول طرفة : إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه ، * وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ ، يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله : فإن مت قبلك ، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها ، إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة ، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده ، وهذا واضح . وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً ؛ فإقامةً على العوض ، وإقاماً بغير عوض . وفي التنزيل : وإقامَ الصلاة . ومن كلام العرب : ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً ، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه ، فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو ، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة . وقالوا : قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام . قال ثعلب : قال ابن ماسَوَيْه ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام ، وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة . قال ابن سيده : وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب . والمِلَّة القَيِّمة : المُعتدلة ، والأُمّة القَيِّمة كذلك . وفي التنزيل : وذلك دين القَيّمة ؛ أي الأُمَّة القيمة . وقال أَبو العباس والمبرد : ههنا مضمرٍ ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة ، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ ؛ وقال الفراء : هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه ؛ قال الأَزهري : والقول ما قالا ، وقيل : أباء في القَيِّمة للمبالغة ، ودين قَيِّمٌ كذلك . وفي التنزيل العزيز : ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم . وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً . قال أَبو إسحق : القَيِّمُ هو المُسْتَقيم ، والقِيَمُ : مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله : لا يبغون عنها حِوَلاً ؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً ، وقامَ كان في الأَصل قَوَمَ أَو قَوُمَ ، فصار قام فاعتل قِيَم ، وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل ؛ وقال الزجاج : قِيَماً مصدر كالصغر والكبر ، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ . ويقال : رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم ؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير : فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى * بأَسْيافهم ، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ [1] وقال حسان : وأَشْهَدُ أَنَّكَ ، عِنْد المَلِيكِ ، * أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال : إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإِستقامة . والله
[1] قوله [ ضربوكم حين جرتم ] تقدم في هذه المادة تبعاً للأَصل : صرفوكم حين جزتم ، ولعله مروي بهما .
503
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 503